الكاميرا عمياء!

كاميراتنا مصابة بالعمى اللوني!

انتهيت (قبل مدة) من قراءة كتاب عن موضوع ال RAW يتحدث بالتفصيل عن طريقة عمل حساسات الكاميرات ويقارنها بالأفلام ومن ثم يقارن ال RAW بال JPEG وبعدها يشرح طريقة معالجة ملفات ال RAW……

ما أذهلنى هو طريقة عمل الحساس في الكاميرا فرغم اننا نعتقد ان كل بيكسل في الحساس يستطيع تمييز الألوان وان كل بيكسل يقوم بتسجيل معلومات لونية على صيغة RGB للنقطة، أدركت ان كل ذلك هو غير صحيح…….

البيكسل الواحد في الحساس لا يستطيع تمييز الألوان وهو يستطيع فقط تمييز التدرجات الرمادية من الأبيض الى الأسود…..يعني الكاميرا عندها عمى ألوان….

طيب السؤال الذي سوف يتبادر الى ذهننا: كيف تظهر الصورة ملونة ؟

لقد وضع صناع الحساسات امام كل بيكسل فلتر (مرشح) لوني (مثل الفلتر الذي نضعه امام العدسة) وهذا الفلتر اللوني يسمح بنفاذ لون واحد فقط من الألوان الأساسية (أحمر – أخضر – أزرق) وبذلك يقوم ذلك البيكسل بتسجيل اللون الرمادي الناتج من الاشعة النافذة من ذلك الفلتر…

لنفترض ان لون الفلتر أخضر أمام بيكسل معين….

يقوم معالج الكاميرا رقميا بتفسير التدرج الرمادي على انه تدرج للون الأخضر وذلك لمعرفة المعالج أن لون الفلتر الموجود امام البيكسل هو أخضر…….

طبعا تم توزيع الفلاتر اللونية بطريقة متداخلة بحيث بعض البيكسلات تكون مغطاه باللون الأحمر وبعضها باللون الأزرق وبعضها باللون الأخضر وبطريقة متداخلة كما في الصورة في الأعلى…..

طيب ماذا عن الألوان الأخرى؟ نحن نعرف ان كل بيكسل هو عبارة عن ثلاث ألوان؟ والصورة التي فوق فيها لون واحد لكل بيكسل؟

صدق أو لا تصدق: الكاميرا تقوم باستنتاج اللونين الآخرين رقميا من البيكسلات المجاورة……وهذه التقنية ناجحة بسبب ان عين الانسان تركز على شدة الاستضاءة أكثر من اللون فلا تلاحظ تلك التقريبات اللونية…. بالأضافة الى ذلك فان زيادة عدد البيكسلات يجعل التقريب طبيعي جدا حيث في الغالب تتفارب البيكسلات المتجاورة في ألوانها….

ملاحظة أخرى: لماذا البيكسلات الخضراء أكثر من الزرقاء والحمراء؟

لأن عين الانسان هي كذلك فيها حساسات للون الأخضر أكثر من غيره من الألوان يعني قامو بذلك لمحاكاة عين الانسان وانتاج صورة دقة الأخضر فيها كبيرة جدا كما تراه عين الانسان….

(منقول للفائدة من احد مشاركاتي في منتديات اصدقاء الضوء)