قصة صورة: نجوم الزيتة

رغم ان السماء الخالية من السحب تعتبر مملة بالنسبة لمصوري الطبيعة الا انها فرصة رائعة لتصوير النجوم خصوصا في فصل الشتاء.

كنا عائدون من زيارة السفينة الغارقة بقرب منطقة حقل الحدودية (بين السعودية والاردن) على خليج العقبة متجهين الى الجزء الجنوبي من سواحل الخليج للتصوير، لكن الظروف اخرتنا عن الانطلاق في الوقت المناسب. وبما ان المسافة بعيدة والسماء خالية من الغيوم قررت تغيير وجهة الرحلة من تصوير السواحل الى تصوير النجوم.

الموقع قريب من منطقة الزيتة وقد تم اختياره سابقا عندما مررنا به اثناء توجهنا الى منطقة البدع.

.

.

.

رغم كثرة التكوينات الصخرية والجبلية في الزيتة الا ان اختيارنا للموقع كان بناءاً على هذه الاسباب:

١- الموقع شمال الطريق السريع (بدل الجنوب) لكي نتلافى الشارع نفسه ونوجه الكاميرا للشمال.

٢- منطقة نستطيع الوصول لها مشيا من الشارع (لا يوجد عندنا سيارة دفع رباعي)

٣- وجود نباتات قريبة من التكوينات الصخرية لاعطاء عمق للصورة

٤- وجود مساحة بين الطريق والصخور بحيث تكون بعيدة نسبيا ويظهر جزء اكبر من السماء بالنسبة للكاميرا وبالتالي فرصة اكبر لظهور النجم القطبي.

توجهنا للموقع وحرصنا ان نصل قبل الغروب لكي نستطيع اختيار المكان بسهولة ولسبب آخر سأذكره بعد قليل. وصلنا للموقع واوقفنا السيارة بجانب الطريق. قمت بالدوران حول الموقع بحيث لا ادوس على المناطق التي يحتمل ان تكون بداخل تكوين الصورة. بعد تحديد اتجاه الشمال بالبوصلة قمت بالاتجاه غربا (مشيا) بحيث تصبح الصخور بزاوية يمين الصورة ويمين الشمال. بهذا سيكون هناك فراغ على يسار الصورة ويصبح النجم القطبي في منطقة الفراغ مما يجعل مكان الدوائر القطبية في مكان متوازن مع التكوينات الصخرية.

.

.

استخدمت الطريقة الرقمية لتصوير النجوم بتعريض لمدة ساعتين. فكانت هذه النتيجة (اضغط على الصورة لحجم اكبر):

.

.

هناك ٣ ملاحظات احب ان انبه عليها في الصورة:

١- ان عدد خطوط النجوم في الصورة هو الافضل بين الصور التي التقطتها حتى الآن حيث ان المنطقة والتوقيت كانا مثاليان جدا لتصوير النجوم. ولتلمس ذلك لاحظ عدد الخطوط في تعريض لمدة ٣ ساعات هنا:

.

.

٢- ان السماء زرقاء وعناصر مقدمة المشهد تبدو وكانها في النهار. ان السبب في ذلك هو انني استخدمت طريقة جديدة (اول مرة استخدمها في تصوير النجوم) رأيتها عند احد المصورين في احد المجلات ولكن للاسف نسيت اسمهما (اتمنى ان يقرأ الصديق سعد العفالق الموضوع لانه هو من اراني الصور). تتلخص الطريقة باستخدام ضوء مابعد الغروب بحيث تصبح السماء زرقاء بدل ان تكون سوداء وبالتالي تكون موضوعا اجمل وفي نفس الوقت يعطي ذلك الضوء تفاصيل اجمل للمقدمة. لقد غربت الشمس من الاتجاه الجنوب الغربي (زاوية الغروب في الشتاء) ولهذا نلاحط بقايا الضوء من تلك الناحية باتجاه الصخور بشكل واضح.
٣- نلاحظ ان هناك انبعاج في الدوائر بسبب وجودها قرب زاوية الصورة. ان سبب هذا الانبعاج هو التشوه الدائري بسبب استخدام زاوية عريضة (١٧ ملم) ووضع الدوائر بعيدا عن المركز.

وللمعلومية فان احد السيارات المارة اضافت بعدا جميلا لمقدمة المشهد قمت بتعزيزه باداة التبييض في الشجيرة الموجودة في مقدمة المشهد.

سلام.