اعتقادات خاطئة في تصوير الطبيعة!

قبل يومين التقيت الصديق المبدع فهد الدعجاني في أحد مقاهي الدمام لللنقاش حول بعض الامور الفوتوغرافية والخطط المستقبلية. وأثناء هذا النقاش تحدثنا عن المشاكل التي يقع فيها مصور الطبيعة وكان بيننا حديثا طريفا احببت ان الخص فائدته هنا.

رغم ان التعلم من تجارب الآخرين يقلل من احتمالات الخطأ لدى المصور ويختصر طريق المصور الى النجاح الا انه قد يكون نفسه سبب تدني المستوى العام للأعمال بسبب ان المصور يطبق الاسلوب الصحيح في المكان الخطأ!

١- التعريض الطويل

ذكر لي الصديق فهد احد المشاكل التي وقع فخاً لها وهي مشكلة التعريض الطويل. وقد ذكر لي انه اضاع وقتا ليس بالقليل وهو يصر على ان صور اللاندسكيب لاتنجح الا اذا كانت بسرعة غالق بطيئة جدا وكيف انه كان يستخدمها في كل محاولة بغض النظر عن الخيارات الأخرى. اما بعد عدد كبير من المحاولات تفاجأ عندما اكتشف ان تعريضاً لا يتجاوز الثانية الواحدة هو غالبا يكفي لأغلب التطبيقات (هناك استثناءات طبعا).

وعندما ذكر لي ذلك ابتسمت وتذكرت نفسي فقلت له ان هذا الامر قد وقعت فيه ايضا ووقعت في مصيدته ولم انج منه الا بعد مدة طويلة مع بعض الاعتقادات الأخرى واضفت هذين الاعتقادين ايضا:

2- الزاوية العريضة جدا

هذا هو احد اكثر الاعتقادات انتشارا بين المصورين وهو ان تصوير الطبيعة من الافضل ان يكون باعرض زاوية ممكنه. بعد اكثر من سنتين من التجارب اثبتت لي التجربة عكس ذلك حيث تصوير اللاندسكيب يختلف حسب الموضوع المراد تصويره وغالبا لا يكون بزوايا عريضة جدا ١٥-٢٤ ملم (١٠-١٦ملم على حساس APS-C) وانما يكون غالبا بزوايا عريضة اعتيادية ٢٤-٣٦ ملم (١٦-٢٤ ملم على حساس APS-C) . ان استخدام زاوية اعرض من اللازم يقتل خلفية الموضوع ويزيد من نسبة التشوهات غالبا. ورغم ان هذا يكون مطلوبا احيانا الا ان اغلب صور الطبيعة لا تحتاج الى ذلك بل تحتاج الى تعزيز الخلفية والمحافظة على نسب موضوع المقدمة.

٣- الفلاتر

ان مصيدة الفلاتر قد اسرتني لمدة سنة كاملة. وهذه المشكلة تتلخص في ان المصور يحاول استخدام الفلاتر ويفكر فيها قبل ان يفكر في المشهد. وبهذا يجد المصور نفسه ضائعا بين مجموعة من الفلاتر يحتار اي منها يستخدم قبل ان يحلل المشهد الذي امامه. ويضيع وقت كبير اثناء تركيب وتجربة العديد من الفلاتر وينتهي الامر الى صورة ركيكة جدا. ان سبب هذه المشكلة عادة ينتج بسبب اعجاب المصور بصور تم استخدام الفلاتر فيها فتتكون لديه قناعة ان الصورة لن تنجح الا بالفلاتر. السب الثاني هو تعدد الفلاتر فكلما زاد عدد الفلاتر زادت حيرة الشخص عند استخدامها. السبب الأخير هو ضعف فهم المصور لكيفية توظيف الفلاتر رغم انه يقرأ كثيرا عن اهميتها. يحتاج المصور خبرة ليست بالقليلة لكي يعرف ماهي الفلاتر الاهم من بين مجموعته وايها له الآولوية على الاخر وكيف ان يتجنب تخريب الصورة بسبب استخدام غير صحيح للفلاتر.

قد تبدو الامور التي ذكرتها بديهية لكن صدقوني من الصعب فهمها على ارض الواقع الا اذا وقعتم في هذه المشاكل وستذكرون هذا المقال عندها!

في النهاية احب ان استغل الفرصة لابارك لفهد فوزه بالمركز الثالث في مسابقة iGoogle للتصوير الفوتوغرافي واحب ان اشكره على الهدايا القيمة التي اهداني اياها في نهاية اللقاء:

سلام

ملاحظة: الصورة الأولى في بداية المقال لملهمي الأول مارك ادامس.