الفرق بين فلتر IR للحساس وبين فلتر IR للعدسة

بعد كتابة الموضوع السابق (ماوراء الطيف المرئي – IR Photography) سالني كثير من اصدقائي حول الفرق بين تلك الطريقة (فلتر الحساس) وبين استخدام فلتر IR الاعتيادي الذي يركب على العدسة. لهذا كتبت هذا الموضوع.

لكي نفهم الفرق بين الطريقتين دعوني اقوم بتشريح مبسط لكاميرا افتراضية قبل تركيب اي فلتر (يشبه اغلب كاميرات ال SLR). قمت بتجاهل اجزاء كثيرة للتركيز على موضوعنا وهو فلتر ال IR.

ان الأجسام حولنا تعكس انواع كثيرة من الموجات منها الضوء (الطيف المرئي) ومنها الأشعة تحت الحمراء (IR). كما نلاحظ في التوضيح فان كلاهما يدخل باتجاه حساس الكاميرا عن طريق العدسة.

قبل الوصول الى حساس الكاميرا فانه يوجد امام الحساس فلتر يسمى Low-Pass الهدف منه منع وصول الأشعة تحت الحمراء الى الحساس لأن تلك الاشعة تؤثر على نقاوة الصورة. وبالتالي فان وجود ذلك الفلتر هو امر ضروري لجودة الصورة لذلك يضعه صناع الكاميرات.

هناك ملاحظتان في التوضيح: الأولى ان هناك فراغ بين الحساس والفلتر وهذا امر ليس واقعي لانهما في الحقيقة ملتصقان لكنني فصلتهما بغرض توضيح عمل ال Low Pass Filter. الملاحظة الثانية ان فلتر ال Low-Pass من المفترض ان يمنع أشعة ال IR تماما لكنه في الحقيقة يسمح بجزء يسير من الأشعة تحت الحمراء بالمرور لكن تلك الكمية قليلة بحيث لا تؤثر على جودة الصورة.

الآن لنفترض اننا اردنا تصوير أشعة ال IR باستخدام فلتر العدسة، ماذا سيحصل؟

هنا رسم توضيحي آخر يوضح هذه الحالة:

نلاحظ هنا انه تم وضع فلتر امام العدسة (باللون البني المحمر في التوضيح) . يقوم هذه الفلتر بمنع الاشعة المرئية (تقريباً!!!) والسماح بالأشعة تحت الحمراء بدخول العدسة.

بعد مرور أشعة ال IR لوحدها الى داخل العدسة سيقف فلتر الحساس Low-Pass في طريقها وبالتالي فان اغلبها لن يصل الى الحساس. لكن كما ذكرنا سابقا فان جزء يسير من تلك الاشعة سيصل الى الحساس لان الفلتر لايمنع الاشعة بشكل كامل.

بالتالي فانه لو زدنا من مدة التعريض فانه يمكننا ان نسجل صورة باستخدام تلك الكمية البسيطة من الأشعة تحت الحمراء. كلما كان ال low-pass filter اقل كفاءة، كلما مرت كمية اكبر من أشعة ال IR واصبحت الكاميرا افضل لتصوير ال IR وهذا بالضبط ما يميز بعض الكاميرات مثل كاميرا نيكون D70 حيث اشتهرت لاستخدامها لتصوير ال IR وذلك بوضع فلتر ال IR امام العدسة.

ان مدة التعريض بهذه الطريقة عادة تكون طويلة نسبيا (ثانية الى ثانيتين في افضل الحالات).

الآن دعونا ننتقل الى الطريقة الثانية وهي تبديل فلتر ال Low-pass filter ووضع فلتر ال IR مكانه:

في هذه الحالة سوف تمر جميع الاشعة حتى تصل الى فلتر ال IR (البني المحمر) وهو الفلتر الذي يجب تركيبة في الكاميرا مكان فلتر ال Low-pass. عندما تصل الأشعة الى الفلتر سيقوم الفلتر بمنع الاشعة الضوئية وسيمرر جميع الأشعة تحت الحمراء ومن ثم يسجلها الحساس.

الآن، اي طريقة هي الأفضل؟

ليس هناك طريقة افضل حيث لكل منهما ميزات وعيوب سأذكرها هنا:

ميزات فلتر IR فوق العدسة:

تكلفة أقل – تركيبه بسيط – لا نحتاج الى كاميرا اضافية

عيوب فلتر ال IR فوق العدسة:

يحتاج الى مدة طويلة للتعريض – نحتاج الى عدة فلاتر او محولات لاستخدامه على عدسات مختلفة – لضبط الفوكس يجب نزع الفلتر وتركيبه

ميزات فلتر الحساس:

يمكن عمل تعريض لمدة قصيرة حتى للأشخاص المتحركين – لا يحتاج الى ازالة لضبط الفوكس – لا نحتاج الى تركيبه الى العدسات ولامحولات لعمل ذلك.

عيوب فلتر الحساس:

غال الثمن – صعب التركيب – نحتاج الى شراء كاميرا لتحويلها.